الشيوعية هاجمت كل الأديان وخاصة الدين الإسلامي.. وغضت الطرف عن "الخرافات اليهودية" وقد برر لينين ذلك بقوله: إن حجر الزاوية في رأي كارل ماركس وانجلز في الدين هو قولهما المأثور إن الدين هو "أفيون الشعوب" ولقد كان رأي ماركس على الدوام في الدين والمعاهد والكنائس والمساجد وكل نوع من أنواع المؤسسات الدينية أنها صدى للرجعية وأن لا هدف للأديان إلا الدفاع عن سياسة الاستغلال والتخدير. أما الخرافات اليهودية، وإن كانت لا تختلف عن باقي الأديان، ولكن بقاءها لليهود البؤساء أمر ضروري للمحافظة على يهوديتهم حتى ينالوا حقهم، ذلك لأن اليهود إذا نبذوا دينهم حينئذ ينتهون في الأقوام المجاورة لهم، وبمرور الزمن يفقدون إسرائيليتهم، ولمحافظة إسرائيل كمجموعة كاملة ومتحدة فالدين أمر ضروري، فلم يجمع بني إسرائيل غير الدين، ومحافظة الدين اليهودي أمر ضروري لحياة الشعب اليهودي المختار "ريثما ينالون حقوقهم" إن هذا التجاوز الشيوعي للدين اليهودي واستثنائه من خطط محاربة الأديان يبرهن على أن الشيوعية إنما تعمل لتحقيق الهدف الصهيوني في السيطرة على العالم ابتداء من فلسطين العربية المسلمة، فإذا كانت الحرية الدينية محرمة على المسلمين والمسيحيين، ومباحة لليهود فإن الأجيال المسلمة والمسيحية القادمة ستصبح بلا دين ولا تعبد غير المادة، وذلك بخلاف الأجيال اليهودية التي تستطيع عندئذ أن تسيطر على الشعوب التائهة التي كانت مسلمة أو مسيحية فيما مضى، وقد نشر ستالين مقالة في جريدة:"تومسة مولكانا برافدا" في "١٦ أيلول ١٩٤٤" جاء فيها إن دولة السوفيات الشيوعية لا يمكنها الوقوف موقفًا محايدًا تجاه الدين، فالحزب الشيوعي يقف بجانب المادة في حين أن الدين يناهض المادة "يقصد المسيحية" الدين والشيوعية مثلهما مثل النار والماء فكما أن هاتين المادتين لا تتحدان، وإحداهما تقضي على الثانية فلا مكان للدين في الديار الشيوعية أبدًا، فكل دين من الأديان هو والمادة على طرفي نقيض١.
وهكذا فإن "لينين" يعترف بأن اليهود شعب الله المختار، ولهم الحرية الكاملة في إقامة شعائرهم الدينية، وإن إحياء الدين اليهودي يعتبر أساسًا لتجمع اليهود حوله ... ففيه حفظ لقوميتهم، وحفظ لجنسهم وحفظ لكيانهم, هذا