للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ووصاية، وخدمة للإنسانية، ففي هذا العهد انتشرت المدارس والجاليات التعليمية والإرساليات الطبية، حرصًا على قتل الأوبئة في مهدها، والتخلص من الأمراض المستعصية، وليأخذ المسلم نصيبًا من الوعي الصحي والوعي التعليمي.. هذه رسالة الاستعمار.. إنها رسالة شريفة تعمل لغاية نبيلة.. هذه الصور المقلوبة رأسًا على عقب وهذه الحقائق المنكوسة هي التي درست في عهد الاحتلال الأوربي للبلاد الإسلامية وما زالت تدرس إلى الآن وبعد زوال الاستعمار العسكري استبقاء للاستعمار الفكري ومهادنة لسياسة الغرب والشرق، وتعايشًا سلميًّا لعدو لدود متربص لا يغفل عن المكر والخداع والخيانة والنيل من الحرمات الإسلامية والمقدسات الدينية..

وبعد.. فهل أدرك القائمون على التعليم خطورة إبعاد التعليم الديني عن التدريس في المدارس المتوسطة والثانوية.. وخطورة الاستهانة بمدرس العلوم الدينية والتقليل من مكانته والإنقاص من قدره, والسعي لإغلاق فمه وإخراس لسانه، وصم أذنيه، وإسبال جفونه.

وهل أدركوا أهمية الاتجاه إلى تدريس الثقافة الإسلامية، وإنارة الفكر الإسلامي في المرحلة الجامعية على اختلاف فروعها وكلياتها وأقسامها.

نريد -نحن المسلمين- أن نعلم أبناءنا وبناتنا التعليم الصحيح السليم، تعليمًا فكريًّا وروحيًّا وجسميًّا، تعليمًا خاليًا من الغرضية ومن المطامع القريبة ومن الأهواء الشخصية.. التعليم المتكامل الذي يجعل من أولادنا جيلًا متفتحًا واعيًا يقظًا حذرًا فطنًا كيسًا فاهمًا لمبادئه معتزًّا بدينه متذوقًَا للغته مرتبطًا بتراثه الإسلامي وأمته الإسلامية، متصلًا بإخوانه في كافة أقطار العالم وفي مختلف الأوطان والبيئات، من غير اعتبار للحدود المصطنعة أو الألوان المتباينة، أو اللهجات المتعددة.. نريد أن نجعل العلوم الدينية أساسًا للتعليم في كافة المراحل، بل وأساسًا للحياة، لأنه لا انفصام في الإسلام ولا ازدواجية ولا ثنائية.. فالإسلام أصل ونبع، ولا نريد أن ننقص العلوم الدنيوية حقها..

نريد أن نكتب تاريخنا بأيدينا ونبعد الوجود الاستشراقي والتبشيري والإسرائيلي والإلحادي عن تاريخنا وعن حاضرنا ومستقبلنا..

نريد أن نشيد مكتبتنا بأيدينا وأن نزيدها ثراء بأقلامنا وأفكارنا الأصيلة.

<<  <   >  >>