للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٢- الجهاد بالمال:

فالمسلم القادر يجهز نفسه ويجاهد فيكون قد جمع بين فضيلتين عظيمتين الجهاد بالنفس والجهاد بالمال، وقد يكون غير قادر جسميًّا على القتال، ولكنه قادر ماليًّا فينفق من ماله لمساعدة المجاهدين بالنفس.

وفي عهد الرسول -صلى الله عليه وسلم- كان المجاهد المسلم يجهز نفسه بعدة القتال وبمركب القتال وبزاد القتال، ولم تكن هناك رواتب يتناولها القادة والجند وإنما كان تطوعًا بالنفس وتطوعًا بالمال..وهذا شأن العقيدة حينما تفتقر في القلب وفي المجتمع، إنها لا تحتاج إلى أن ينفق عليها لتحمى من الأعداء وإما يتقدم القادة ويتقدم الجند متطوعين ينفقون هم عليها.

وكان كثير من الفقراء المسلمين الراغبين في الجهاد والذود عن منهج الله وراية العقيدة لا يجدون ما يزودون به أنفسهم ولا ما يتجهزون به من عدة ومركب فيلجئون إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- يطلبون منه الوسيلة التي تحملهم إلى ميدان المعركة البعيد الذي لا يبلغ على الأقدام، فإذا لم يجدوا ذلك: {تَوَلَّوا وَأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ حَزَنًا أَلاَّ يَجِدُوا مَا يُنفِقُونَ} ١.

٣- المساعدة على الجهاد:

وذلك بالإسهام في كل عمل من شأنه التمكين من أسباب النصر:

ويتحقق هذا بمضاعفة الجهد في الإنتاج الحربي سواء كان ذلك بالصناعة أو الزراعة أو التجارة، وبالمساهمة في جلب المعدات الحربية أو العمل على إنتاجها وترقية مستواها لتضارع أرقى الأسلحة وأقواها.

ويتحقق الجهاد أيضًا بإعداد الجنود إعدادًا دينيًّا تربويًّا وخلقيًّا وعسكريًّا، ومن ثم تدريبهم على أحدث الأسلحة وأجودها حتى يكونوا مسلمين مجاهدين، فالتربية والخلق مطلب ديني حري أن يتحقق، والخلق قبل التدريب على حمل السلاح وقبل التحام الجيشين للقتال لأننا نحن المسلمين نقاتل من أجل عقيدة لها قيمها ولها مبادؤها ولها مثلها، وإذا أردنا أن ننتصر على قوى الشر فعلينا أن نقف


١ سورة التوبة: ٩٢.

<<  <   >  >>