للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

على قاعدة صلبة من الإيمان والتقوى والخلق فإننا بهذه المثل نستطيع أن ننتصر، والله سبحانه ينجز وعده للمتقين الذين يحيون بالعقيدة ومن أجلها، أما أولئك الذين يتركون العبادات ويفعلون المنكرات ويرتكبون ما حرم الله ففيم يريدون أن يجاهدوا.. فهؤلاء فاسقون يجب جهادهم أولًا.. وهم في حقيقة الأمر ليسوا جنودًا للإسلام وإنما هم جنود للأهواء والشهوات. إن الجندي المسلم هو الذي يحمل المصحف بيد ويحمل السلاح باليد الثانية، هذا المجاهد حقًّا وهذا الذي وعده الله بإحدى الحسنيين إما النصر وإما الجنة..

ويتحقق الجهاد بالتبرع بالدم كما يتحقق بالتبرع بالمال سواء بسواء ويتحقق أيضًا بحراسة أجهزة الدولة العامة من تخريب العدو، وبالتصدي لدعايات العدو وإشاعات المنافقين والمغرضين ومن ثم كشفها والرد عليها بالكلمة الواضحة.

ويتحقق الجهاد بالعمل البناء لإقامة التضامن الإسلامي وتكتيل جهود المسلمين وتوطيد أواصر المحبة بينهم وتوجيه قواهم المادية والمعنوية لمقاومة العدو المتربص بالمسلمين الدوائر.

وعلى المؤمنين أن يحفظوا أسرار المجاهدين كي لا تتسرب إلى العدو.. وأن يعملوا على رعاية أسر المقاتلين والشهداء أي نوع من أنواع الحماية والإحسان تصديقًا لقول رسول الله, صلى الله عليه وسلم: "من جهز غازيًا في سبيل الله فقد غزا، ومن خلف غازيًا في سبيل الله بخير فقد غزا" ١, و"إن النبي -صلى الله عليه وسلم- لم يكن يدخل بيتًا بالمدينة غير بيت أم سليم، إلا على أزواجه" فقيل له في ذلك فقال: " إ ني أرحمها قتل أخوها معي" ٢.


١ فتح الباري: ٦/ ٤٨ وما بعدها.
٢ المصدر السابق.

<<  <   >  >>