للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

استعمار أو استشراق أو تبشير أو صهيونية، أجل لا بد للإسلام من رجال تقلقهم وتقض مضجعهم الأوضاع الحالية لبعض المسلمين الذين لم يتح لهم أن يثقفوا ثقافة إسلامية، أو الذين تأثروا من قريب أو بعيد بما يثيره العدو من ضلالات وفتن وشبهات.

ومهمة قادة الفكر والمصلحين الإسلاميين تعظم في هذا الوقت الحاضر، وتتمثل في تسليط الأضواء على الأسس العامة للإسلام من عقيدة وخلق ونظم وتشريع. وبيان قدرة وإمكانية ديننا العظيم لسد حاجات العصر ومتطلباته.

كما تتمثل في الدعوة إلى تحصين عقول الجيل الصاعد من الغزو الفكري الذي تتبناه الحضارة الغربية والشرقية والذي يهدف إلى تمييع الشخصية الإسلامية وهدم البناء الاستقلالي للأمة الإسلامية، وإبعاد آثار الثقافة الإسلامية عن أفكار أبناء الإسلام.

كما تتمثل أيضًا في الدعوة إلى النهضة الشاملة في شتى ميادين الحياة: اقتصادية وعمرانية، لأن الإنسان المسلم إيجابي فعال، يؤثر ويبني، يشيد ويعمر، يزرع ويبذر، يعلم ويتعلم، ينفع ويغدق الخير لصالح البشرية جمعاء..

وهكذا فالثقافة الإسلامية تصبغ الإنسان بصبغة استقلالية ذات خلق أصيل وقيم ثابتة، ومن ثم فإنها تضع الأمة الإسلامية في موضع القيادة والزعامة من سائر الأمم والشعوب. قال الله تبارك وتعالى: {وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْأَلونَ} ١.

وقال سبحانه: {وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} ٢.

وإنه لمن تمام النعمة على المسلمين أن تحظى المكتبة الإسلامية بعدد وافر من كتب الثقافة الإسلامية القيمة التي تبصر الجيل بدوره الجليل وبمهمته


١ الزخرف: ٤٤.
٢ آل عمران: ١٠٤.

<<  <   >  >>