للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

إذا أتى المَروةَ ففعل على المَروة كما فعل على الصَّفا، حتى إذا كان آخرُ طوافٍ على المَروة قال: "لو أني استَقبلتُ من أمري ما استَدبَرتُ لم أَسُقِ الهَدْيَ وجعلتُها عُمرةً، فمَن كان منكم ليس معه هَدْي فَلْيَحلَّ وَلْيَجعَلْها عُمرةً". فقام سُرَاقةُ بنُ جُعْشُم فقال: يا رسولَ اللَّه! ألِعامِنا هذا أم لأبد؟ فشبَّك رسولُ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- أصابعَه واحدةً في الأخرى وقال: "دَخَلَتِ العُمرةُ في الحجِّ -مرتَين- لا، بل لأبدِ الأبدِ"، وقدم عليٌّ من اليمَن ببُدنِ النَّبِيِّ -صلى اللَّه عليه وسلم-، فوجد فاطمةَ -رضي اللَّه عنها- ممن حلَّ، ولبسَتْ ثيابًا صبيغًا واكتحلَتْ، فأنكرَ ذلك عليها، فقالت: أبي أمرَني بهذا، قال: فكان عليٌّ يقول بالعراق: فذهبتُ إلى

رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- مُحرِّشًا على فاطمةَ للذي صنعَتْ، مستفتيًا رسولَ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- فيما ذكرَتْ عنه، فأخبرتُه أني أنكرتُ ذلك عليها، فقال: "صدقَتْ، صدقَتْ، ماذا قلتَ حين فَرَضتَ الحَجَّ؟ " قال: قلتُ: اللهم إني أُهلُّ بما أَهلَّ به رسولُك -صلى اللَّه عليه وسلم-، قال: "فإنَّ معي الهَدْيَ فلا تَحلَّ". قال: وكان جماعةُ الهَدْي الذي قدم به عليٌّ من اليمَن، والذي أتى به النَّبِيُّ -صلى اللَّه عليه وسلم- مئةً. قال: فحلَّ الناسُ كلُّهم وقصَّرُوا إلا النَّبِيَّ -صلى اللَّه عليه وسلم- ومَن كان معه هَدْيٌ. فلما كان يومُ التَّروية توجَّهُوا إلى مِنًى فأهلُّوا بالحجِّ، وركب رسولُ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، فصلَّى بها الظهرَ والعصرَ والمغربَ والعِشاءَ والفجرَ، ثم مكث قليلًا حتى طلعت الشمسُ، وأمر بقُبّةٍ من شَعرٍ تَضْربُ له بنَمِرَةَ، فسار رسولُ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، ولا تشكُّ قريشٌ إلا أنه واقفٌ عند المَشعَر الحرام كما كانت قريشٌ تصنع في الجاهلية، فأجاز رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- حتى أتى عرفةَ، فوجد القُبَّةَ قد ضُربَتْ له بنَمِرَةَ، فنزل بها، حتى إذا زاغت الشمسُ أَمر بالقَصواء، فرُحِلَتْ له، فأتى بطنَ الوادي، فخطبَ الناسَ وقال: "إن دماءَكم وأموالَكم حرامٌ عليكم كحُرمةِ يومِكم