روحي على إنسان أبداً، لأنه جسد" (التكوين ٦/ ٣)، فروح الله لا تحل في الأجساد، فضلاً عن حلول ذاته العلية، لأن "العلي لا يسكن في هياكل مصنوعات الأيادي" (أعمال ٧/ ٤٨).
ومن المحال أن يكتنفه جسد أرضي مهما عظم، فالسماوات والأرض لا تسعه " هل يسكن الله حقاً على الأرض؟ هوذا السماوات وسماء السماوات لا تسعك، فكم بالأقل هذا البيت الذي بنيت" (الملوك (١) ٨/ ٢٧).
والمسيح صلب - كما ذكرت الأناجيل - ومات، والله عن نفسه يقول: "حي أنا إلى الأبد" (التثنية ٣٢/ ٤٠)، ويقول: "أقسم بالحي إلى أبد الآبدين" (الرؤيا ١٠/ ٦)، وهو "الذي وحده له عدم الموت ساكناً في نور، لا يدنى" (تيموثاوس (١) ٦/ ١٦).
كما أفادت نصوص أخرى عجزاً للمسيح - عليه السلام - وقعوداً عن مرتبة الألوهية، فدل ذلك على أنه ليس الله، فقد جهل موعد الساعة " وأما ذلك اليوم وتلك الساعة فلا يعلم بهما أحد، ولا ملائكة السماوات، إلا أبي وحده " (متى ٢٤/ ٣٦).
وقال عن نفسه: "أنا لا أقدر أن أفعل من نفسي شيئاً " (يوحنا ٥/ ٣٠).
لذا عجز أن يعد ابني زبدي بالملكوت (انظر متى ٢٠/ ٢٣)، ولما سماه أحدهم صالحاً قال: "لم تدعوني صالحاً؟ ليس أحد صالحاً إلا واحد، وهو الله" (لوقا ١٨/ ١٨ - ٢٠).
وذكر بولس أن للمسيح شركاء "من أجل ذلك مسحك الله بزيت الابتهاج أكثر من شركائك" (عبرانيين ١/ ٨ - ١٠). فهل هؤلاء شركاء له حتى في الألوهية؟
كما ثمة نصوص أفادت بأن المسيح - عليه السلام - عبد إلهاً غيره، وهو الله، يقول لوقا: "وفي تلك الأيام خرج إلى الجبل ليصلّي، وقضى الليل كله في الصلاة لله" (لوقا ٦/ ١٢)،