وكما تشابهت عقائد النصارى الوثنية هنا وهناك، تشابهت عباداتها وتواريخها، إذ يعتقد الوثنيون على اختلاف في آلهتهم أن آلهتهم المتجسدة ولدت في ٢٥ ديسمبر، منهم الإله الفارسي مثرا وغيره.
وهو ما يقوله النصارى الأرثوذكس في تورايخهم أيضاً، وقد جرى تحديده بهذا اليوم الموافق لأعياد الوثنين عام ٥٣٠م على يد الراهب ديونيسيوس اكسيجوس، وأراد منه إبعاد المتنصرين عن احتفالات الوثنيين، وشغلهم باحتفال مسيحي، وهو ما تكرر فعله في عدة أعياد وثنية أخرى استعار النصارى منها التواريخ والطقوس ...
وينقل الراهب بيد في كتابه "تاريخ الكنيسة الإنجيلية" خطاباً للبابا جريجوري الأول (٦٠١م) يستشهد فيه بنصيحة المستشار البابوي مليتس الذي كان ينهى عن هدم المعابد الوثنية، ويرى تحويلها من عبادة الشيطان إلى عبادة الإله الحق، كي يهجر الشعب خطايا قلبه، ويسهل عليه غشيان المعاهد التي تعود ارتيادها (١).
وهكذا لا يجد المتنصر كبير فرق في المكان والمضمون بين النصرانية وبين ما كان يعتقده من قبل، ويكون ذلك ادعى في انتشار النصرانية.
(١) انظر: حوار صريح بين عبد الله وعبد المسيح، عبد الودود شلبي، ص (٦٧ - ٧٢)، المسيحية، أحمد شلبي، ص (٨٣)، المسيحية الحقة التي جاء بها المسيح، علاء أبو بكر، ص (١٩١ - ١٩٢).