الذين يحيون بالمسيح الجميع من المؤمنين فحسب، لا جميع البشر الأموات الذين ماتوا بسبب خطيئة آدم.
وهكذا رأينا في هذه النصوص عموماً غير مقصود من جهة المعنى؛ فظاهر المعنى - الذي يفيد العموم - غير مراد في جميعها، ومثله هداية الله بالمسيح (الخليقة الجديدة) كل ما في السماوات والأرض، فهو عموم يراد به الخصوص فحسب، أي أن الله خلق المؤمنين بالمسيح؛ الخلقة الجديدة، خلقة الإيمان والتجديد، لا خلقة الإيجاد والتكوين.
كما يمكننا اعتبار قوله:"فإن فيه خلق الكل: ما في السماوات وما على الأرض، ما يرى وما لا يرى" نوعاً من المبالغة في التعبير، وهو أسلوب معهود ومألوف في الكتاب، إذ يقول موسى لبني إسرائيل:"هوذا أنتم اليوم كنجوم السماء في الكثرة، الرب إلهكم يزيد عليكم مثلكم ألف مرة"(التثنية ١/ ١٠ - ١١).
ومثله من المبالغة قوله:" وكان المديانيون والعمالقة وكل بني المشرق حالّين في الوادي كالجراد في الكثرة، وجمالهم لا عدد لها، كالرمل الذي على شاطئ البحر في الكثرة"(القضاة ٧/ ١٢).
وتصل المبالغة عند يوحنا أقصاها حين قال:"وأشياء أُخر كثيرة صنعها يسوع، إن كتبت واحدة واحدة؛ فلست أظن أن العالم نفسه يسع الكتب المكتوبة"(يوحنا ٢١/ ٢٥)، فهذه المبالغة في الحديث عن خلقة الكون بالمسيح إنما هي بعض ما تعودناه من كُتّاب الكتاب المقدس.
[ب. إسناد الدينونة إلى المسيح]
وتتحدث الأسفار عن المسيح - عليه السلام -، وأنه ديان الخلائق يوم القيامة، يقول بولس:"أنا أناشدك إذاً أمام الله والرب يسوع المسيح العتيد أن يدين الأحياء والأموات عند ظهوره وملكوته"(تيموثاوس (٢) ٤/ ١)، فيرى المسيحيون فيه دليلاً على ألوهيته،