للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

كان واسطة الخليقة الجديدة للعالم، والمقصود المؤمنون في العالم فحسب.

ومثله أيضاً قول بولس (١) عن المصالحة التي تمت بدم المسيح فإنه يقول: " وأن يصالح به الكل لنفسه عاملاً الصلح بدم صليبه بواسطته، سواء كان ما على الأرض أم ما في السموات" (كولوسي ١/ ٢٠)، مع أن المصالحة خاصة بشعبه المفديين دون الجمادات والكائنات الكافرة التي في السماوات والأرض، فهؤلاء لاحظَّ لهم في المصالحة، التي قد يفهم من النص شمولها إياهم، كما قد يفهم من نصوص الخلق شموله غير المؤمنين.

ومثله أيضاً قول بولس عن الذين أرسل الله المسيح لفدائهم، فقد أرسله: " لتدبير ملء الأزمنة، ليجمع كل شيء في المسيح، ما في السموات، وما على الأرض " (أفسس ١/ ١٠)، وكما يقول القس جيمس أنِس: "لا يمكن أن يكون معنى (كل شيء) العالمين، حيُّها وجمادها، كالشمس والقمر والنجوم، لأنها ليست قابلة للمصالحة مع الله، ولهذا السبب عينه لا يمكن أن يقصد بها كل الحيوان، ولا يمكن أن يقصد بها كل الخلائق العاقلة الساقطة، لأن المسيح لم يأت ليفتدي الملائكة الساقطين (عبرانيين ٢/ ١٦) ولا يقصد بها جميع البشر، لأن الكتاب يعلم أن ليس كل البشر يتصالحون مع الله" (٢).

ومثله أيضاً قوله: "لأنه كما في آدم يموت الجميع هكذا في المسيح سيحيا الجميع" (كورنثوس (١) ١٥/ ٢٢)، فلئن كان الموت يشمل جميع البشر بسبب خطية آدم، فإن


(١) وهذه الفقرة المهمة من كلام بولس وردت بعد سطرين فقط من قوله: "فإن فيه خلق الكل: ما في السماوات وما على الأرض، ما يرى وما لا يرى" (كولوسي ١/ ١٦ - ١٧)، لتبين لنا المعنى المراد مما قبلها.
(٢) علم اللاهوت النظامي، جيمس أنِس، ص (٧٢٤).

<<  <   >  >>