للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٤/ ٨)، فهي تشبه إلى حد بعيد ما يراه في نومه من أتخم في الطعام والشراب، وعليه فلا يصح به الاستدلال (١).

ثم في آخر هذا السفر مثل هذه العبارات المتحدثة عن المسيح، صدرت عن أحد الملائكة كما يظهر من سياقها، وهو قوله: "أنا يوحنا الذي كان ينظر ويسمع هذا، وحين سمعت ونظرت خررت لأسجد أمام رجلي الملاك الذي كان يريني هذا. فقال لي: انظر لا تفعل، لأني عبد معك ومع إخوتك الأنبياء والذين يحفظون أقوال هذا الكتاب. اسجد لله.

وقال لي (أي الملاك): لا تختم على أقوال نبوة هذا الكتاب لأن الوقت قريب .. وها أنا آتي سريعاً، وأجرتي معي. أنا الألف والياء. البداية والنهاية. الأول والآخر" (الرؤيا ٢٢/ ٨ - ١٣) وليس في ظاهر النص ما يدل على انتقال الكلام من الملاك إلى المسيح أو غيره، فقد قال الملاك عن نفسه ما قاله يوحنا عن المسيح، فهل يقول النصارى بألوهيته أم يرون للنصوص تأويلاً كما نراه في تلك التي تتحدث عن المسيح - عليه السلام -.

[ب. مقدمة إنجيل يوحنا]

وأما الاستدلال على ألوهية المسيح بمقدمة يوحنا: "في البدء كان الكلمة، والكلمة كان عند الله، وكان الكلمة الله. هذا كان في البدء عند الله. كل شيء به كان، وبغيره لم يكن شيء مما كان" (يوحنا ١/ ١ - ٣) فقد كان للمحققين معه وقفات عديدة ومهمة، منها:

- تنبيه العلماء إلى أن هذا النص قد انتحله كاتب الإنجيل من فيلون الإسكندراني


(١) انظر: مناظرة العصر، أحمد ديدات، ص (٦١ - ٦٢).

<<  <   >  >>