للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

(ت٤٠م)، يقول فيلسيان شالي: "فكرة الكلمة التي جاءت من فلاسفة رواقيين ومن فلسفة يهودي (فيلون)، ومستعارة من هذه العقائد أو النظريات على يد القديس جوستين ويد مؤلف الأسطر الأولى من الإنجيل الذي يعزى إلى القديس يوحنا" (١).

ويرى العلماء أن مصطلح "الكلمة" بتركيباته الفلسفية غريب عن بيئة المسيح وبساطة أقواله وعامية تلاميذه، وخاصة يوحنا الذي يصفه سفر أعمال الرسل بأنه عامي عديم العلم، فيقول: "فلما رأوا مجاهرة بطرس ويوحنا، ووجدوا أنهما إنسانان عديما العلم وعاميان تعجبوا" (أعمال ٤/ ١٣).

- كما ينبه ديدات إلى أن ثمة تلاعباً في الترجمة الإنجليزية، وهي الأصل الذي عنه ترجم الكتاب المقدس إلى لغات العالم.

ولفهم قول المسيح على حقيقته نعود إلى الأصل اليوناني، حيث النص في الترجمة اليونانية يستخدم كلمة (الله) بصيغة التعريف

(??? ????) في قوله: "والكلمة كانت عند الله"، وتترجم إلى كلمة ( God) في الترجمات الإنجليزية، وكتابتها بحرف كبير ( G) للدلالة على أن الألوهية حقيقة، هذا في المقطع الأول.

ثم يمضي النص اليوناني، ليعرِّفنا بصفة الكلمة وخصائصها فيقول: "وكان الكلمة (الله) " (??? ???? ?? ? ?????)، ويستخدم النص اليوناني كلمة (الله) بصيغة تنكير????)) بمعنى إله، وكان ينبغي أن يستخدم في الترجمة الإنجليزية كلمة ( god) بحرف صغير للدلالة على أن الألوهية مجازية، كما وقع في نص سفر الخروج "جعلتك إلهاً لفرعون" (???? ?????? ?? ???? ????? ???) (الخروج ٧/ ١)، فكلمة (الله) في هذا المقطع من قول يوحنا جاءت نكرة، فهي لا تفيد العَلَمية التي هي اسم الله عز وجل.

لكن المفاجأة أن هذه الصيغة التعريفية لاسم الألوهية (? ????) لم تعط في الكتاب المقدس للمسيح عليه السلام، لكنها منحت للشيطان حين أسماه بولس "إله الدهر الذي أعمى أذهان غير المؤمنين" (كورنثوس (٢) ٤/ ٤) فاستخدمت التراجم العربية صيغة تنكير "إله"، وكذلك التراجم الإنجليزية ( a god) ؛ مع أن النص اليوناني جاء معرفاً (?? ??? ? ???? ??? ??????).


(١) موجز تاريخ الأديان، فيلسيان شالي، ص (٢٤٧)، وانظر: قاموس الكتاب المقدس، ص (٩٠٣).

<<  <   >  >>