للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وهكذا فاستخدام التراجم العربية والعالمية اسم (الله) في قول يوحنا: "وكان الكلمة الله"، نوع من التلبيس والتحريف في النص (١).

وقد استدركت بعض الترجمات العربية والعالمية الخطأ، فغيرت النص، منها نسخة ترجمة العالم الجديد في ترجماتها العالمية المختلفة، وقد جاء في نسختها العربية: "وكان الكلمة إلهاً".

كما أفردت ملحقاً خاصاً بتبيان التحريف الذي وقعت فيه النسخ المخالفة في قراءة هذه الكلمة، ومما جاء فيه: "إن عبارة يوحنا أن الكلمة أو لوغوس كان (إلهاً) أو (إلهياً) أو (كإله)، لا تعني أنه كان (الله) الذي كان هو معه، إنها تعبر فقط عن صفة معينة للكلمة أو لوغوس، ولكنها لا تحدد هويته أنه الله نفسه".

ونقلت عن فيليب هارنر الكاتب في مجلة أدب الكتاب المقدس (المجلد ٩٢/ ٨٧) قوله: "أنا أرى أن القوة الوصفية للمُسند في (يوحنا ١:١) بارزة جداً بحيث إنه لا يمكن اعتبار الاسم معرفة".

ويقول الأب متى المسكين في شرحه لإنجيل يوحنا: "هنا كلمة (الله) جاءت في الأصل اليوناني غير معرفة بـ (الـ) ... ، وحيث (الله) المعرف بـ (الـ) يحمل معنى الذات الكلية، أما الجملة الثانية فالقصد من قوله: "وكان الكلمة الله" هو تعيين الجوهر أي طبيعة (الكلمة)، أنها إلهية، ولا يقصد تعريف الكلمة أنه هو الله من جهة الذات.


(١) انظر: مناظرتان في استكهولم، أحمد ديدات، ص (١٣٥ - ١٣٧)، المسيح في الإسلام، أحمد ديدات، ص (٨٤ - ٨٧).

<<  <   >  >>