متميز، ولكنه غير منفصل، وهو وحدة أقنومية غير أقنوم الآب، وغير أقنوم الابن، ومساوٍ لهما في السلطان والمقام، ومشترك وإياهما في جوهر واحد ولاهوت واحد" (١).
يتعلق النصارى في تأليه الروح القدس بما جاء في إنجيل يوحنا: "إن الله روح" (يوحنا ٤/ ٢٤)، كما يرونه الروح الموجودة منذ بدء الخليقة "في البدء خلق الله السماوات والأرض ... روح الله يرف على وجه الماء" (التكوين ١/ ١ - ٢)، وكذا كثير من النصوص يتحدث عن الروح أو روح الله أو الروح القدس.
[نقض أدلة النصارى على ألوهية الروح القدس]
لقد كان يكفينا ما ذكرنا من معاني الروح القدس في الكتاب المقدس لدفع هذا المعتقد الغريب عن الكتاب، فالمعنى الذي يريده النصارى للروح القدس معدوم في كتابهم، ويتأكد غرابته عند تأملنا لعدد من الشواهد التي تحدثت عن الروح القدس.
فالروح القدس كائن متجسد على صور مختلفة، منها نزوله على شكل حمامة على المسيح وهو يصلي " نزل عليه الروح القدس بهيئة جسمية مثل حمامة" (لوقا ٣/ ٢٢)، فهل كانت تلك الحمامة إلهاً مستحقاً للعبادة؟ وهل نستطيع أن ننسب إلى تلك الحمامة ما ننسبه إلى الله من صفات العزة والجلال؟
وفي مرة أخرى أتى الروح القدس على شكل ألسنة نارية، وذلك حين حل على التلاميذ يوم الخمسين "وصار بغتة من السماء صوت كما من هبوب ريح عاصفة، وملأ البيت حيث كانوا جالسين، وظهرت لهم ألسنة منقسمة كأنها من نار، واستقرت في كل واحد منهم، وامتلأ الجميع من الروح القدس" (أعمال ٢/ ١ - ٤).
(١) انظر: أقانيم النصارى، أحمد حجازي السقا، ص (٤٢ - ٤٤)، الله واحد أم ثالوث، محمد مجدي مرجان، ص (١١٦ - ١٢٥).