للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وتخليص الأرض من حملها".

وكذلك فإن الهندوس اعتبروا أوتار تجسداً إلهياً يجعله أهلاً للعبادة.

أما بوذا فيقول عنه المؤرخ دوان في كتابه " خرافات التوراة والإنجيل وما يماثلها من الديانات الأخرى": "الإله بوذا المولود من العذراء مايا الذي يعبده بوذيو الهند وغيرهم ويقولون عنه: إنه ترك الفردوس، ونزل وظهر بالناسوت رحمة بالناس كي ينقذهم من الآثام، ويرشدهم صراطاً مستقيماً".

ويذكر المؤرخ دوان أن الأوربيين اندهشوا عندما ذهبوا إلى رأس كومورين جنوب الهند من رؤية السكان يعبدون إلهاً مخلصاً يدعونه سليفاهانا المولود من عذراء.

ومن البشر الذين قيل بتجسدهم الإله فوهي في الصين، وكذا وستين نونك وهوانكتي وغيرهم، وأما الإله برومسيوس فقد قيل عنه: كان إنساناً حقيقياً وإلهاً حقيقياً (١).

وهكذا نستطيع القول بأن القول بإله متجسد أمر تكاثرت على الإيمان به الوثنيات القديمة السابقة للمسيحية، وعنه نقل بولس والمجامع بعده معتقدهم في المسيح.

ثانياً: التجسد من أجل الخلاص والغفران

وكذا يوافق النصارى في الهدف والغرض من التجسد ما جاء في الوثنيات القديمة، فالنصارى يقولون: إن التجسد كان ليموت المسيح ويفدي خطايا البشرية.

ومثله ينقل العلامة هوك عن آلهة الهنود المتجسدة، فيقول: "يعتقد الهنود بتجسد أحد الآلهة وتقديم نفسه ذبيحة فداء عن الناس من الخطيئة".


(١) انظر: العقائد الوثنية في الديانة النصرانية، محمد طاهر التنير، ص (٤٧ - ٥٦).

<<  <   >  >>