يتلخص معتقد المسلمين في المسيح عليه السلام أنه المسيح ابن مريم الصديقة، ولد بمعجزة إلهية من غير تدخل بشري، وقد ابتعثه الله نبياً ورسولاً إلى بني إسرائيل، يدعو إلى توحيد الله، ويبشر بمقدم خاتم النبيين، وأيده بالمعجزات العظيمة، فاستمر في دعوته، مراغماً لليهود الذين أرادوا قتله، جرياً على عادتهم في قتل الأنبياء، لكن الله أنجاه من مكر اليهود ومؤامرتهم لقتله، ورفعه إلى سماواته، وسيعود عليه السلام قبيل قيام الساعة، داعية إلى الله من جديد، ومطبقاً لشرعه، منكساً للصليب، ورافعاً لأعلام التوحيد.
ولمزيد من البيان نستعرض الآيات التي أنزلها الله بشأنه عليه السلام في القرآن الكريم.
فقد تحدثت الآيات عن عيسى عليه السلام، فذكرت أن الله شرفه ببنوته لمريم الطاهرة البتول المصطفاة من نساء العالمين {إذ قالت الملائكة يا مريم إن الله اصطفاك وطهرك واصطفاك على نساء العالمين}(آل عمران: ٤٢)، ومثل هذا المديح للبتول مريم لن يجده قارئ في كتاب ما سوى القرآن الذي ذكر أن الله أكرمها بالكرامات، ومنها {كلما دخل عليها زكريا المحراب وجد عندها رزقاً قال يا مريم أنى لك هذا قالت هو من عند الله}(آل عمران: ٣٧).
وحكى القرآن عن كفالة النبي زكريا لها بعد نذر أمها بأن يكون حملها محرراً لله وعبادته، فولدت البتول الطاهرة، وتربت على عبادة الله وامتثال أمره، وقد أمرها الله عز وجل بذلك {يا مريم اقنتي لربك واسجدي واركعي مع الراكعين}(آل عمران: ٤٣)
ولما بلغت مريم مبلغ النساء حملت بمولودها الذي بشرها الله به عن طريق الملائكة، وسماه لها {إن الله يبشرك بكلمة منه اسمه المسيح عيسى ابن مريم}(آل عمران: ٤٥).