لأن التوراة تقول:"الله هو الديان"(المزامير ٥٠/ ٦).
لكن ثمة نصوص تمنع أن يكون المسيح - عليه السلام - هو الديان "لأنه لم يرسل الله ابنه إلى العالم ليدين العالم، بل ليخلّص به العالم، الذي يؤمن به لا يدان، والذي لا يؤمن قد دين، لأنه لم يؤمن باسم ابن الله الوحيد"(يوحنا ٣/ ١٧)، فالمسيح لن يدين أحداً.
وهو ما أكده يوحنا:"وإن سمع أحد كلامي ولم يؤمن فأنا لا أدينه، لأني لم آت لأدين العالم بل لأخلص العالم، من رذلني ولم يقبل كلامي فله من يدينه [أي الله وشرعه]؛ الكلام الذي تكلمت به هو يدينه في اليوم الأخير"(يوحنا ١٢/ ٤٧ - ٤٨).
ولا نستطيع أن نغفل أن المسيح - عليه السلام - الذي يزعمون أنه ديان الجميع - لم يستطع أن يضمن الجنة لابني خالته وتلميذيه، ابني زبدي، لأن الله لم يأذن له بذلك، ومن كان هذا حاله فإنه عن الدينونة المطلقة أعجز، فقد جاءته أم ابني زبدي "فسألها ما تريدين؟ قالت: أن يجلس ابناي هذان، واحد عن يمينك، والآخر عن اليسار في ملكوتك. فأجاب يسوع ... وأما الجلوس عن يميني وعن يساري فليس لي أن أعطيه إلا للذين أعدّ لهم من أبي"(متى ٢٠/ ٢٠ - ٢٢).
وإن أصر النصارى على أن الدينونة من أعمال المسيح - عليه السلام -، فإن الكتاب يخبرنا أن آخرين يشاركونه فيها، وهم تلاميذه الاثنا عشر، بما فيهم الخائن يهوذا الأسخريوطي " فقال لهم يسوع: الحق أقول لكم: إنكم أنتم الذين تبعتموني في التجديد، متى جلس ابن الإنسان على كرسي مجده؛ تجلسون أنتم أيضاً على اثني عشر كرسياً، تدينون أسباط إسرائيل الاثني عشر"(متى ١٩/ ٢٨)، (وانظر لوقا ٢٢/ ٣٠).
وبولس أيضاً وغيره من القديسين سيدينون، لكن دينونتهم ليست قاصرة على البشر فقط، بل تشمل العالم كله بما فيه حتى من الملائكة، حيث يقول:"ألستم تعلمون أن القديسين سيدينون العالم؟ ... ألستم تعلمون أننا سندين ملائكة"(كورنثوس (١) ٦/ ٢ - ٣). فبولس وغيره من