للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ثم بعد إقرار الحقوق المدنية كون الموحدون اتحاداً أسموه "الاتحاد البريطاني الأجنبي للتوحيد" (١).

وفي القرن التاسع عشر الميلادي أسس في مناطق متعددة عدد من الكنائس الموحدة التي اجتذبت شخصيات مهمة مثل وليم شاننج (ت ١٨٤٢) راعي كنيسة بوسطن، وكان يقول: بأن الثلاثة أقانيم تتطلب ثلاثة جواهر، وبالتالي ثلاثة آلهة. وكان يقول: "إن نظام الكون يتطلب مصدراً واحداً للشرح والتعليل، لا ثلاثة، لذلك فإن عقيدة التثليث تفتقد أي قيمة دينية أو علمية".

ومثله قال القس جارد سباركس راعي كنيسة الموحدين في ليتمور والذي صار فيما بعد رئيساً لجامعة هارفرد.

وتكونت عام ١٨٢٥م جمعية التوحيد الأمريكي، وفي منتصف هذا القرن أضحت مدينة ليدن الهولندية وجامعتها مركزاً للتوحيد، وكثر عدد الموحدين الذين عرفوا باللوثريين أو الإصلاحيين.

ومع مطلع القرن العشرين تزايد الموحدون، وزادوا نشاطهم، وأثمر بوجود ما يقرب من أربع مائة كنيسة في بريطانيا ومستعمراتها، ومثلها في الولايات المتحدة إضافة إلى كليتين لاهوتيتين تعلمان التوحيد هما مانشستر وأكسفورد في بريطانيا، وكليتين في أمريكا، إحداهما في شيكاغو، والأخرى في بركلي في كاليفورنيا، وما يقرب من مائة وستين كنيسة أو كلية في المجر، وغير ذلك في كافة دول أوربا النصرانية (٢).

وفي عام ١٩٢١م عقد مؤتمر حضره عدد كبير من رجال الدين في أكسفورد


(١) انظر: طائفة الموحدين من المسيحيين عبر القرون، أحمد عبد الوهاب، ص (٥١ - ٥٢).
(٢) انظر المصدر السابق، ص (٤٥ - ٥٣).

<<  <   >  >>