الأسبوع" ( London`s Weekend Television) ذكر الأسقف ديفيد جنكنز - الذي يحتل المرتبة الرابعة بين تسعة وثلاثين أسقفاً يمثلون رأس هرم الكنيسة الأنجليكانية - أن ألوهية المسيح ليست حقيقة مسلماً بها، وقال: إنه لا يعتقد أن الولادة العذراوية وقيامة المسيح من الموت أحداث تاريخية (أي حقيقية).
وكان لكلماته صدى كبير بين أتباع الكنيسة البرتستانتية، فقامت صحيفة "ديلي نيوز" باستطلاع رأي واحد وثلاثين أسقفاً - من الأساقفة التسعة والثلاثين- حول ما قاله الأسقف ديفيد، ثم نشرت نتيجة الاستطلاع في عددها الصادر في ٢٥/ ٦/١٩٨٤م، وكانت نتيجته أن "أصر ١١ فقط من الأساقفة على القول بأنه يجب على المسيحيين أن يعتبروا المسيح إلهاً وإنساناً معاً، بينما قال ١٩ منهم بأنه كان كافياً أن ينظر إلى المسيح باعتباره الوكيل الأعلى لله"، وتشكك ٩ أساقفة من فكرة قيامة المسيح من الموت، وقالوا بأنها سلسلة من التجارب أو المشاعر التي أقنعت أتباعه أنه كان حياً في وسطهم، وأكد ١٥ أسقفاً منهم "أن المعجزات المذكورة في العهد الجديد كانت إضافات ألحقت بقصة يسوع فيما بعد". أي أنها لا تصلح في الدلالة على الألوهية (١).
وهكذا تشكك الكنيسة ممثلة بأساقفتها في مسألة ألوهية المسيح، وترفضها، وتقر أنها عقيدة دخيلة على النصرانية، لم يعرفها المسيح ولا تلاميذه، إذ هي من مبتدعات بولس والذين تأثروا به ممن كتبوا الأناجيل والرسائل ثم المجامع الكنسية.
ومن كل ما ذكرنا يتبين لنا أن التوحيد حركة أصيلة في المجتمع النصراني، تتجدد كلما نظر المخلصون منهم في أسفارهم المقدسة، فتنجلي عن الفطرة غشاوتها، وتعلن الحقيقة الناصعة أن لا إله إلا الله.
(١) انظر: أساقفة كنيسة إنجلترا وألوهية المسيح، أحمد ديدات، ص (٢٩ - ٣١)، اختلافات في تراجم الكتاب المقدس، أحمد عبد الوهاب، ص (١١٤ - ١١٥).