المسيحية القائمة، فوجدتها مطابقة لمعظم الديانات الوثنية القديمة، ولا يكاد يوجد فرق بين هذه الديانات وبين المسيحية سوى فروق شكلية بسيطة في الاسم أو الصورة ".
ويقول أستاذ الحفريات جارسلاف كريني في كتابه "ديانة قدماء المصريين": "إن التثليث دخيل على النصرانية الحقة، وإنه مستورد من الوثنية الفرعونية".
ويقول العلامة روبرتسون في كتابه "وثنية المسيحيين"، الذي تحدث فيه ملياً عن اقتباس عقائد النصرانية من الوثنيات فيقول: "يسرني أن أسجل أن من بين المسيحيين الذين تعرضوا لكتابي هذا بالنقد والمناقشة لا يوجد واحد عارض الحقائق التي ذكرتها به، تلك التي قادتني إلى أن أقرر أن أكثر تعاليم المسيحية الحالية مستعار من الوثنية".
ويقول كُتّاب "أسطورة تجسد الإله" بمثل ذلك فيقولون: "إن الاعتقاد بأن المسيح هو الله أو هو ابن الله أو تجسد فيه الله ليست سوى خرافة من خرافات الوثنيين وأساطيرهم الأولى" (١).
من ذلك كله لا يسعنا إلا القول أن التثليث عقيدة منحولة من تلك الديانات الوثنية التي ضلت عن الفطرة، وابتعدت عن هدي النبوات وعبدت غير الله العظيم.
وصدق الله العظيم وهو يخبرنا عن مصدر الكفر الذي وقع به النصارى فيقول:{وقالت اليهود عزير ابن الله وقالت النصارى المسيح ابن الله ذلك قولهم بأفواههم يضاهئون قول الذين كفروا من قبل قاتلهم الله أنى يؤفكون}(التوبة: ٣٠).
(١) انظر: حوار صريح بين عبد الله وعبد المسيح، عبد الودود شلبي، ص (٦٧، ٧٣)، المسيحية الحقة التي جاء بها المسيح، علاء أبو بكر، ص (١٣٩)، المسيحية، أحمد شلبي، ص (١٥٢)، المسيح في القرآن والتوراة والإنجيل، عبد الكريم الخطيب، ص (١٣٧)، عقائد النصارى الموحدين بين الإسلام والمسيحية، حسني الأطير، ص (١٩ - ٢٠).