عن مريم:"التحفت بالنعمة الإلهية كثوب، امتلأت نفسها بالحكمة الإلهية، في القلب تنعمت بالزيجة مع الله، وتسلمت الله في أحشائها"، فهي - حسب رأيه - زوجة الله بقلبها، وتحمل الله في أحشائها، كما امتلأت بحكمة الله والتحفت بنعمه.
وفي مجمع أفسس ٤٣١م سميت مريم " والدة الإله"، وزيد في أمانة نيقية فقرة تخصها، فيها "نعظمك يا أم النور الحقيقي، ونمجدك أيتها العذراء القديسة، والدة الإله ... ".
وفي هذا القرن أيضاً ظهرت جماعة وثنية - تعبد الزهرة - اعتنقت النصرانية، واعتقدوا أن مريم ملكة السماء أو آلهة السماء بدلاً عن الزهرة، وأصبح تثليثهم (الله، مريم، المسيح)، وقد حاربت الكنيسة هذه البدعة، فاندثرت في القرن السابع الميلادي.
يقول الأنبا غريغوريوس الأرثوذكسي عن مريم:" إننا لن نرفعها إلى مقام الألوهية كما فعل الكاثوليك ... وكما أخطأ الكاثوليك فرفعوها إلى مقام الألوهية والعصمة، كذلك ضل البروتستانت ضلالاً شنيعاً حين احتقروها، وجهلوا وتجاهلوا نعمة الله عليها وفيها، ولكن الكنيسة الأرثوذكسية قد علمت العذراء تعليماً مستقيماً، فلا نؤلهها ولا نحتقرها"(١).
وهذا الذي ذكرناه مصدق لما جاء في القرآن عن اتخاذ النصارى مريم إلهاً، ومكذب لجحد بعض النصارى له، وصدق الله إذ يقول:{وإذ قال الله يا عيسى ابن مريم أأنت قلت للناس اتخذوني وأمي إلهين من دون الله قال سبحانك ما يكون لي أن أقول ما ليس لي بحق}(المائدة: ١١٦).
(١) اللقاء بين الإسلام والنصرانية، أحمد حجازي السقا، ص (٩٩ - ١٠٠، ١٠٩)، مسيحية بلا مسيح، كامل سعفان، ص (١٩٨ - ١٩٩)، براهين تحتاج إلى تأمل في ألوهية المسيح، محمد حسن عبد الرحمن، ص (٢٨ - ٢٩)، معاول الهدم والتدمير في النصرانية وفي التبشير، إبراهيم الجبهان، ص (١٤٢).