وزعموا أن المسيح أمر بتجديد العشاء وفعله، فقال:" هذا هو جسدي الذي يبذل من أجلكم، اعملوا هذا لذكري "(لوقا ٢٢/ ٢٠).
ويجدر هنا التنبيه إلى أن قصة تجديد العشاء الأخير على أهميتها لم يذكرها يوحنا التلميذ في إنجيله، وأن ما جاء في (يوحنا ٦/ ٥٠ - ٥٤) لا علاقة له بالعشاء الرباني، بل هو جزء من عظة قديمة للمسيح.
وأما أمر التجديد في لوقا "اعملوا هذا لذكري" مدسوس على الإنجيل، وقد حذفته نسخة الرهبانية اليسوعية وكذلك النسخة القياسية المراجعة النص من نسختها، واعتبرتاه نصاً دخيلاً.
ويقول المفسر جورج كيرد في تفسيره لإنجيل لوقا (٢٣٦):" إن قصة العشاء الأخير في لوقا تعتبر كابوساً, فهي تثير مشاكل في أغلب مواضيع دراسة العهد الجديد, كما أنها أعطت الأساس لطوفان من النظريات المتصارعة .. ويبدو أن النصين ١٩ و ٢٠ قد أخذا مما جاء في مرقس (١٤/ ٢٤) و (كورنثوس (١) ١١/ ٢٤ - ٢٥) ثم أدخلا إلى النص في عهد مبكر على يد كاتب اعتقد أن قصة لوقا خاطئة، إن الفقرة أدخلت في زمن مبكر، وقد اقتبسها أحد الكتبة من (مرقس ١٤/ ٢٤) و (كورنثوس (١) ١١/ ٢٤ - ٢٥) "(١).
وقد اختلفت الكنائس المسيحية في فاعلية العشاء الرباني، فالكنائس الإنجيلية ترفض مبدأ الاستحالة إلى جسد ودم المسيح من خلال الخبر والخمر، واعتبر المصلح زونجلي ممارسة طقوس الأفخارستيا مجرد تذكار لموت المسيح، وأما المصلح كالفن فيرى أن حضور المسيح في الخبز والخمر حضور روحي فحسب، وزعم اللوثريون أن
(١) المسيح في مصادر العقائد المسيحية، أحمد عبد الوهاب، ص (١٣٦).