منها: كتاب الله أو وحيه "وكانت كلمة الله على يوحنا بن زكريا"(لوقا ٣/ ٢)، " أمي وإخوتي هم الذين يسمعون كلمة الله ويعملون بها"(لوقا ٨/ ٢١)"لكن ليس هكذا حتى إن كلمة الله قد سقطت، لأن ليس جميع الذين من إسرائيل هم إسرائيليون"(رومية ٩/ ٦).
ومنها: الأمر الإلهي الذي به صنعت المخلوقات، كما جاء في المزامير "بكلمة الرب صنعت السموات، وبنسمة فيه كل جنودها .. لأنه قال فكان، هو أمر فصار"(المزمور ٣٣/ ٦ - ٩)، ولهذا المعنى سمي المسيح - عليه السلام - كلمة، لأنه خلق بأمر الله، من غير سبب بشري قريب (أي من غير أب){إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من ترابٍ ثم قال له كن فيكون}(آل عمران: ٥٩)، أو لأنه - حسب المعنى الأول - أظهر كلمة الله، أي وحيه وكتابه.
كما قد يسمى وعيد الله كلمته؛ كما حكى النبي إرمياء استعجال بني إسرائيل ليوم البلاء والعذاب الذي أوعدهم الله إياه:"ها هم يقولون لي: أين هي كلمة الرب؟ لتأت. أما أنا فلم أعتزل عن أن أكون راعياً وراءك، ولا اشتهيت يوم البلية "(إرمياء ١٧/ ١٥ - ١٦)، والمسيح يعتبر وفق هذا المعنى أيضاً (كلمة الله)؛ أي أنه الكلمة الموعودة المبشر بها على لسان الأنبياء عليهم الصلاة والسلام.
وأما المعنى الذي يزعمون النصارى للكلمة (اللوغس)، وأنها الأقنوم الثاني للثالوث الأقدس، فلم يرد في كتب الأنبياء البتة، لذلك يقول الدكتور جردوم عن (الرؤيا ١٩/ ١٣) وعن مقدمة يوحنا: "تشكلان الموضعين الوحيدين في الكتاب المقدس اللذين يشيران إلى ابن لله بصفته الكلمة أو كلمة الله"(١).
ثالثها:"وكان الكلمة الله" غاية ما يمكن أن يستدل به من هذه الفقرة أن المسيح - عليه السلام - أطلق عليه:(الله)،
(١) كيف يفكر الإنجيليون في أساسيات الإيمان المسيحي، واين جردوم، ص (٣١٩). ويرى الأب متى المسكين أن اللوغس أي الكلمة المتجسدة تملأ الكتاب المقدس وليس يوحنا فقط، لكنه رأي خاص له، يخالفه فيه جميع الشراح والمفسرين، يقول: "يتهيأ لجميع الشراح أن القديس يوحنا لم يستخدم اصطلاح اسم (الكلمة) اللوغس إلا في موضعين اثنين في مقدمة إنجيله في الإصحاح الأول، إلا أن الواقع والحقيقة أن اللوغس هو محور إنجيل يوحنا وملخص لاهوته". شرح إنجيل القديس يوحنا، الأب متى المسكين (١/ ٢٩).