آدم بكل هذه المميزات، فلم لا تقول النصارى بألوهيته؟!
وممن فاق المسيح في هذه المعجزة - حسب الكتاب المقدس - ملكي صادق كاهن ساليم في عهد إبراهيم، فقد ولد من غير زرع رجل، وينقل بولس أن لا أب له ولا أم، ولا بداية ولا نهاية:"ملكي صادق هذا ملك ساليم كاهن الله العلي ... بلا أب، بلا أم، بلا نسب، لا بداءة أيام له، ولا نهاية حياة، بل هو مشبه بابن الله، هذا يبقى كاهناً إلى الأبد"(عبرانيين ٧/ ١ - ٣)، فلم لا يقول النصارى بألوهية ملكي صادق (١)، وهو الذي لا أب له ولا أم، لأنه ولد بعد وفاتها؟
وكذلك الملائكة خُلِقوا من غير أب ولا أم، ولا تعتبرهم النصارى آلهة.
وهكذا فالميلاد العذراوي لا يصلح دليلاً على الألوهية، وإن كان حدثاً فريداً - نسبياً - في تاريخ البشرية.
ب. معجزة إحياء الموتى
لا ريب أن معجزة إحياء الموتى معجزة عظيمة من معجزات المسيح - عليه السلام -، وقد أثبتها القرآن له، وأخبر بأنها من عند الله {وأحيي الموتى بإذن الله}(آل عمران: ٤٩).
لكن النصارى يرفضون تعليق قدرات المسيح بمشيئة الله وإذنه، ويرون أنه صنع هذه المعجزات بقدرته ومشيئته الخاصة، لأنه "كما أن الآب يقيم الأموات ويحيي، كذلك الابن أيضاً يحيي من يشاء ... لأنه كما أن الآب له حياة في ذاته، كذلك أعطى الابن أيضاً أن تكون له حياة في ذاته"(يوحنا ٥/ ٢١، ٢٧).
ولو تأملنا النص في سياقه لرأيناه يتحدث عن مواهب المسيح التي أعطاه الله إياها "كذلك أعطى الابن"، فكل مواهب المسيح هي عطية الله التي ما كان له حول ولا طول فيها لولا هبة الله إياها له.
(١) ذكرت دائرة المعارف الكتابية أن "ملكي صادق شخصية كتابية غامضة"، ونقلت قول قائلين بأن "ملكي صادق لم يكن سوى أحد ظهورات المسيح قبل التجسد". انظر دائرة المعارف الكتابية (٧/ ٢٢٢ - ٢٢٣).