[الفصل الخامس عشر في بيان روايات الشيعة إلا الحميرية عن أهل البيت]
اعلم أن غالب روايات الشيعة عن أهل البيت، ولم يرووا عن النبي - صلى الله عليه وسلم - إلا نادرا. ولنذكر ما يقبل من رواياتهم عند أهل السنة وما لا يقبل.
أما الشيعة الأولى فأخبار ثقاتهم مقبولة، وهم كما عرفت من أهل السنة، وقد افترقوا حين بويع للأمير كرم الله تعالى وجهه بالخلافة: ففرقة شايعوه، وفرقة خرجوا عليه وهم البغاة، وفرقة اعتزلوا ولم يحاربوا مع أحد ثم ندموا على ترك نصرته، مع اعتقاد أنه على الحق وأن مخالفيه بغاة حين الاعتزال.
وأما الشيعة التفضيلية فأخبارهم أيضا مقبولة إذا كان الراوي عدلا ضابطا، وقد روى عنهم أهل السنة والإمامية.
وأما غير هاتين الفرقتين فأخبارهم كلها مردودة لأنها كذب مفتراة، إلا ما وافقت رواية أهل الحق؛ وذلك لأن فرق الغلاة كلهم كفرة، وكذا المجسمة من الإمامية كالحكمية والسالمية والسلطانية وغيرهم.
وأما الكيسانية فليس لهم رواية إلا في تعيين الإمام، وهو باطل من غير نكير.
وأما الزيدية الأولى من الذين جاهدوا الفجرة مع الإمام ونصروه، فأخبار ثقاتهم مقبولة، لأنهم من الشيعة الأولى. وأما الذين تفرقوا عن الإمام زيد وابنه يحيى فأخبارهم مردودة.
وأما فرق الإمامية فلا تقبل روايتهم أصلا لفقد العدالة وكثرة اختلافهم ولتكذيب بعضهم بعضا، وأكثر رواتهم زنادقة منافقون يظهرون حب أهل البيت ويروون الأحاديث عن أهل البيت التي لا أصل لها.
وأما النزارية من الإسماعيلية فليس لهم شيء من الأخبار، لأنهم لا يحتاجون إلى