[الفصل الثامن في أن الأنبياء عليهم السلام أقروا جميعا يوم الميثاق بما خاطبهم الله تعالى]
ذهبت الاثنا عشرية وجمع من الإمامية إلى أن آدم أبا البشر لما أخرج الله تعالى ذريته من صلبه وخاطبهم سبحانه بقوله: ألست بربكم؟ وهذا محمد رسول الله؟ وعلي أمير المؤمنين؟ وأوصياؤه من بعده ولاة أمري وخزان علمي؟ وأن المهدي أنتقم به من أعدائي وأعبد به طوعا وكرها؟ قالوا: أقررنا وشهدنا، وآدم لم يقر ولم يكن له عزم على الإقرار به. واحتجوا على ذلك بما رواه محمد بن الحسن الصفار عن أبي جعفر في خبر الميثاق أنه قال:"قال الله لآدم وذريته التي أخرجها من صلبه: ألست بربكم؟ وهذا محمد رسول الله؟ إلى قوله: وآدم لم يقر".
والجواب أن هذا أيضا من موضوعاتهم ومفترياتهم، كيف لا وهو يوجب تكفير رسول خلقه الله بيده ونفخ فيه من روحه واصطفاه وأمر الملائكة بالسجود له، ومن كفر نبيا فهو كافر كما هو ظاهر. وقد بالغ المرتضى في عدم صحة هذا الأثر وأنكر الميثاق في كتابه المسمى بالدرر والغرر.