للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أهل السنة في ذلك مكابرة وعناد ظاهر.

الثالثة عشر: إنهم يقولون إن أهل السنة كفروا بقولهم إن النبي - صلى الله عليه وسلم - تكلم بما هو كفر من ثناء اللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى، فإنهم رووا أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قرأ في سورة النجم وهو بمكة بمجلس قريش بعد قوله تعالى: {أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى * وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرَى}، بإلقاء الشيطان على لسانه: "تلك الغرانيق العلى وإن شفاعتهن لترتجى"، فلما ختم السورة سجد وسجد معه المؤمنون والمشركون لما سمعوه يثني على آلهتهم.

وهذا أيضا من مفترياتهم لأن القول بأنه - صلى الله عليه وسلم - فاه به مما وضعته الزنادقة، وأورده بعض المفسرين الذين لا يميزون بين الغث والسمين والصحيح والسقيم. والصحيح أن الشيطان ألقاه في أسماع الكفار وقلوبهم، محاكيا نغمته - صلى الله عليه وسلم - حين وقف على {الْأُخْرَى} فظن الكافرون أنه - صلى الله عليه وسلم - تكلم بهذا. وقد روى ابن عقبة أن المسلمين لم يسمعوها، ولذا لم يخبره أحد منهم أنه تكلم به

<<  <   >  >>