للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقال الحسن البصري - رحمه الله -: ((الله أعلم كم هم؟ أثمانية أم ثمانية آلاف؟)).

قوله: ((وملائكتك))؛ الملائكة خلق عظيم، خلقهم الله تعالى من نور؛ فعن عائشة - رضي الله عنها - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((خُلِقَت الملائكةُ من نورٍ، وخُلِقَ الجانُّ من مارج من نارٍ، وخُلِقَ آدمُ مِمَّا وُصِفَ لَكُم)) (١).

وعطفه ((جميع خلقك)) على ((ملائكتك))؛ من باب عطف العام على الخاص؛ لأن جميع الخلق تتناول الملائكة وغيرهم.

والمراد هنا من تخصيص الملائكة من بين سائر المخلوقات: هو الدلالة على أن الملائكة أفضل من البشر، أو أن المقام مقام الإشهاد، والملائكة أولى بذلك من غيرهم؛ إما لأنهم عرفوا أن الله لا إله إلا هو، وأن محمداً عبده ورسوله، قبل سائر المخلوقات، وإما لأن الأصل في الشهود العدالة، وهي أتمّ فيهم.

قوله: ((أعتق الله)) الإعتاق هنا هو التخلُّص عن ذل النار.

٨١ - (٧) ((اللَّهُمَّ مَا أصْبَحَ بِي مِنْ نِعْمَةٍ، أوْ بِأحَدٍ مِنْ خَلقِكَ، فَمِنْكَ وَحْدَكَ لا شَرِيْكَ لَكَ، فَلَكَ الحَمْدُ ولَكَ الشُّكْرُ)) (٢).


(١) رواه مسلم برقم (٢٩٩٦). (م).
(٢) أخرجه أبو داود (٤/ ٣١٨) [برقم (٥٠٧٣)]، والنسائي في ((عمل اليوم والليلة)) برقم (٧)،
((وابن السني برقم (٤١)، وابن حبان ((موارد)) رقم (٢٣٦١)، وحسن ابن باز إسناده في ((تحفة الأخيار))، (ص ٢٤). (ق).
وقد ضعفه الشيخ الألباني رحمه الله، انظر: الكلم الطيب برقم (٢٦). (م).

<<  <   >  >>