للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قوله: ((مثل الذي)) أي: مثل الرجل الذي ((يذكر ربه)) بنوع من أنواع الذكر.

ووجه التشبيه بين الميت والغافل عدم النفع والانتفاع من كل واحد منهما؛ ويمكن أن يراد من قوله: ((الحي والميت)) الموجود والمعدوم؛ بأن يكون شبه الذاكر بالموجود، والغافل بالمعدوم، فكما أن الموجود له ثمرات، فكذلك الذاكر له ثمرات في الدنيا والآخرة، وكما أن المعدوم ليس له شيء، فكذلك الغافل ليس له شيء لا في الدنيا ولا في الآخرة.

والمثل في أصل كلامهم بمعنى: المِثل وهو النظير.

وقال - صلى الله عليه وسلم -: ((أَلاَ أُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرِ أعْمَالِكُمْ، وأَزْكَاهَا عِنْدَ مَلِيكِكُمْ، وَأَرْفَعِهَا فِي دَرَجَاتِكُمْ، وَخَيْرٍ لَكُمْ مِنْ إنْفَاقِ الذَّهَبِ وَالْوَرِقِ، وَخَيْرٍ لَكُمْ مِنْ أنْ تَلْقَوْا عَدُوَّكُمْ فَتَضْرِبُوا أعْنَاقَهُمْ وَيَضْرِبُوا أعْنَاقَكُمْ؟)) قَالوُا: بَلَى. قَالَ: ((ذِكْرُ اللهِ تَعَالَى)) (١).

صحابي الحديث هو أبو الدرداء عويمر بن عامر - رضي الله عنه -.

إن ذكر الله - عز وجل - أفضل من جميع الأعمال، بل وأزكى الأعمال، وأرفعها


(١) الترمذي (٥/ ٤٥٩) [برقم (٣٣٧٧)]، وابن ماجة (٢/ ١٢٤٦) [برقم (٣٧٩٠)]، وانظر صحيح ابن ماجة (٢/ ٣١٦)، وصحيح الترمذي (٣/ ١٣٩). (ق).

<<  <   >  >>