للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قوله: ((فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي)) أي: إن ذكرني بالتنزيه والتقديس والتعظيم سراً، وبالخوف والوجل حال الخلوة، ذكرته في نفسي ذكراً يقتضي الإثابة والإنعام والحفظ والرعاية.

قوله: ((وإن ذكرني في ملأ)) أي: جماعة ((ذكرته في ملأ خير منهم)) أي: في جماعة من الملائكة خير من جماعته التي ذكرني عندهم.

قوله: ((وإن تقرب إليَّ شبراً تقربت إليه ذراعاً ... إلخ)) ومعنى ذلك: أن العبد إذا تقرب إلى الله تعالى بالطاعة، وأداء ما أمر به وحث عليه، بقدر معين قليلاً كان أو كثيراً، كان تقرب الله تعالى إليه بالإثابة والإنعام والرحمة أعظم وأسرع.

قوله: ((باعاً)) والباع هو قدر مَدّ اليدين.

قوله: ((الهرولة)) هي ضرب من المشي السريع.

وعن عَبْدِ اللهِ بْنِ بُسْرٍ - رضي الله عنه - أنَّ رَجُلاً قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ إنَّ شَرَائِعَ الإسْلامِ قَدْ كَثُرَتْ عَلَيَّ، فَأَخْبِرْنِي بِشَيْءٍ أَتَشَبَّثُ بِهِ؛ قَالَ: ((لا يَزَالُ لِسَانُكَ رَطْباً مِنْ ذِكْرِ اللهِ)) (١).


(١) الترمذي (٥/ ٤٥٨) [برقم (٣٣٧٥)]، وابن ماجة (٢/ ١٢٤٦) [برقم (٣٧٩٣)]، وانظر صحيح الترمذي (٣/ ١٣٩)، وصحيح ابن ماجة (٢/ ٣١٧). (ق).

<<  <   >  >>