خصومة لبعض الفقهاء، وكان يتحفظ فيها كثيرا فتارة قائم وتارة قاعد، فكان يقول إنما مثله كما قال الشاعر:-
لا تظن ابن أقلش ... ضل في الحكم يرتشي
إنما الشيخ هلهل ... فهو يصحو وينتشي
فترى الحكم غدوة ... وترى النقض بالعشي
وكان كثير ما يجري على لسانه رحمه الله هذا البيت:
فياليت شعري أين أو كيف أو متى ... يقدر ما لا بد أن سيكون
وكان يحب الجري على طريقة سحنون ويؤثره، ولا جرم أن سحنونا هو قاضي قضاة المغرب، وما كان العمل بالمغرب إلا على قوله، كما كان العمل بالديار المصرية إلا على قول ابن المواز.
صحبناه واستفدنا منه واهتدينا بهديه وتعرفنا بركة رأيه، رحمه الله وغفر له، توفي في عشر الثمانين وستمائة ومن شعره:
لكل نبي دعوة مستجابة ... وسيدهم طرا خباها لأمته
إلى يوم لا يغنى عن المرء منطق ... فصيح ولا يدلي البليغ بحجته
ويوم يفر المرء من ولد له ... حبيب ولا يجزى أب بأبوته
ترى الناس فيه بين باك وصارخ ... وذاكر ما قد فات من فرط زلته
فكل به حيران يندب شجوه ... وسكران لا من خمرة بل بغمرته