ومنهم، الشيخ الجليل الفاضل، الحكيم الأمي، تقي الدين الموصلي وصل إلى بجاية في مدة الشيخ أبي الحسن الحرالي رضي الله عنه، وكان الشيخ يقول عنه إنه من أساطين الحكمة وإنه كقس بن ساعدة وزيد بن عمرو بن نفيل. هداه الله إلى الحق بموجدة نفسه من غير اكتساب، وتوصل إلى ما يتوصل إليه أهل البراهين من خالص الصواب وقد قال السهروردي صاحب "حكمة الإشراق" إنه قال: كشفت له تلك المعاني التي أثبتت في الكتاب وإنه طلب البرهان عليها فوجدتها. وكذلك كان هذا الرجل كشف له عن الحق وسخرت له أقاليم الدنيا، لم يبق عليه من الأقاليم إقليم إلا سلكه، وكان يحدث عن غرائب وعجائب.