للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[٦٣ - أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد بن الخطيب]

-أواخر القرن السابع الهجري-

ــ

ومنهم، صاحبنا الفقيه، الجليل النبيل، الفاضل النبيه، أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد بن الخطيب من الأفاضل الحذاق، وممن له الذهن الثاقب على الإطلاق كان له علم بالنحو والمنطق وأصول الدين والفقه والحكمة والتصوف، وكان أنبه الطلبة، وكان مليح النظم، وكان أحسن الناس تقييدا، واقتطف قبل أن يستكمل الأربعين، ولو بقي لظهر عليه من العلوم كثير، وما هو إلا كما قال صاحب "المطمح" في ابن باجة: إنه مات قبل أن تظهر خزائن علمه. ومن نظمه في التصوف قوله:

روض المعارف حضرة العرفاء ... وجنى التفكر جنة العقلاء

ونعيم أهل الحق درك حقائق ... لاحت بأفق القلب حال صفاء

فاركب براق القلب سرت مسلما ... واحذر عليك تجسس الرقباء

واعبر عوالم تقف بمعالم ... واحذر عوالم شره الرفقاء

واقرأ سطور الكون في منشورها ... بعيان عين أو بفرط ذكاء

واكسر حروف خطوط أعلام بدت ... تجد المعالي مصبحات مساء

تتلو بسورتهن سورة حسنها ... معنى أمر مدارك الخطباء

وانظر إلى الأكوان كيف تمايلت ... طربا لسر لاح عند خفاء

أن المظاهر كلها ظهرت به ... وبه الملا أضحوا من الظرفاء

وكسا عوالم أنسها من جوده ... حللا وحرم مشية الخيلاء

وأفاض عن بحر الجمال أهلة ... بهرت محاسنهن بدر سماء

<<  <   >  >>