[٨ - أبو محمد ويكنى أبا فارس عبد العزيز بن عمر بن مخلوف]
٦٠٢ - ٦٨٦هـ.
١٢٠٥ - ١٢٨٧ م.
ــ
ومنهم شيخنا الشيخ الجليل الفقيه، القاضي العالم المتقن المحدث، أبو محمد ويكنى أبا فارس عبد العزيز بن عمر بن مخلوف، خزانة مالك رضي الله عنه. فصيح اللسان والعبارة، حسن الإشارة، له عكوف على التدريس دءوب عليه، كان له درس بالغداة، ودرس بين الصلاتين، ودرس بين العشاءين، وكلها دروس مشهورة وأوقات باستفادة العلم مقصودة، دأب على هذا مدة طويلة من عمره، واقتصر بعده على تدريس درسين، أحدهما في مسجده بالغداة بين الجزيري والآخر بالجامع الأعظم بين الصلاتين، وكان مبارك التعليم ميمون النقية في التفهيم، درس عليه العلم خلق كثير وانتفعوا به، وكان أكثر الناس أصحابا، وألينهم جنابا، وكان سليم الصدر، لا يعرف شيئا من الشر.
أسند إليه قضاء الانكحة ببجاية عن بعض قضاتها، وولي القضاء مستقلا: بعد ذلك بمدينة بسكرة ثم بمدينة قسنطينة ثم بالجزائر، تكرر إليها مرتين، ومات بها في ثانيتها رحمه الله.
وكان مشاورا وعلى فتواه العمل، كانت قراءته ببجاية. لقي بها جملة من الفضلاء كالشيخ أبي الحسن الحرالي رضي الله عنه وأبي بكر بن محرز وأبي