ومنهم، الشيخ الفقيه الجليل، الكاتب المحصل، الفاضل الأديب، أبو محمد عبد الله بن عبد الله بن نعيم الحضرمي القرطبي، نشأ بتونس وتوفي بقسنطينة عام ستة وثلاثين وستمائة.
أحد الأشياخ المنتصبين للتدريس والرواية، قرأ عليه ناس وسمعوا منه، منهم شيخنا أبو عبد الله التميمي وغيره.
وأخبرني أبو عبد الله المذكور، إنه شرع في شرح "مقامات الحريري" وإنه كتب على خطبتها نحوا من خمسة عشر كراسا بالقالب الكبير، وكان يذكر عنه إنه كان في علم الأدب مستبحرا، وكان مشرفا ببجاية في مدة السيد ابن عمران من بني عبد المؤمن، وكان المشارف في ذلك الزمان على سنن العدل، والتزام طرق الفضل. ولما أخذت البلاد من يد السيد ابن عمران من بني عبد المؤمن على ما عرف وأخذت حاشيته معه، فكان الفقيه أبو محمد أحد المأخوذين ومن جملة المعتقلين، ولما كان بعد ليلة أو ليلتين من اعتقاله، رأى محل الإمارة العلية برد الله ضريحه، النبي صلى الله عليه وسلم، في المنام وأمره أن يسرح أبا