ومنهم شيخنا الشيخ الفقيه الخطيب، النحوي الأستاذ المقرئ الصالح، أبو عبد الله محمد بن صالح بن أحمد الكناني من أهل شاطبة، رحل إلى العدوة واستوطن ببجاية ولقي المشائخ بالعدوتين، وروى ودرى واستجار وأجار، وروى وأقرأ، واستمتع واستنفع به خلق كثير، كان رضي الله عنه عالم بعلم القراءات متقن فيها مجيد لها، وله معرفة بعلم العربية النحو واللغة والأدب، وله رواية متسعة في الحديث وفي غيره، وروايته عالية من جهات كثيرة، وله شعر حسن ومن شعره:
جعلت كتاب ربي لي بضاعه ... فكيف أخاف فقرا أو إضاعه
وأعددت القناعة رأس مالي ... وهل شيء أعز من القناعه
وأنشدني لبعض أصحابه:
ما ميلق العالم إلا الذي ... يخبره العالم في الميلق
ذك الذي يكشف أسرارهم ... فيفضح الفاجر المتقي
وقال رحمه الله لقيت أبا بكر ابن محرز بن طاهر بر محرز ببجاية وكانت بيني وبينه قراءة وصحبة فقال لي على سبيل النصيحة والوصية: