[٩٧ - أبو العباس أحمد بن محمد بن عبد الله المعافري]
ــ
ومنهم، الشيخ الفقيه المقرئ المتقن، الأستاذ النحوي اللغوي، المحصل المقدم، أبو عمرو وقته في علم القراءات، أبو العباس أحمد بن محمد بن عبد الله المعافري قرأ على أبيه بالقلعة الحمادية بجامعها الأعظم في عشر التسعين وخمسمائة، وارتحل إلى بجاية، فلقي بها أفاضل منهم والده أبو عبد الله ابن عبد الله ومنهم الشيخ أبو زكرياء الزواوي رضي الله عنه كان ملازما له وعاكفا عليه، والقارئ بين يديه، ولقي أبا عبد الله ابن حماد وغيره.
وكان أستاذ الأساتيذ في وقته، وكان جلوسه للقراءة والرواية بالجامع الأعظم ببجاية شرفه الله بذكره، وقرأ عليه عالم واستفاد منه خلق كثير وكل من أخذ عنه، فإنه يوصف بالإتقان والدراية، وجودة الرواية. وكان لا يتسامح في إجازة بوجه ولا يمكن منها إلا بعد التحصيل، ومن ظفر من الطلبة بإجازته فقد ظفر بالغاية القصوى، ووصل إلى المرتبة العليا. وما أدركت من أدركت من الطلبة إلا وهم يفخرون بلقائه والقراءة عليه.
واختصر كتاب "التيسير" لأبي عمرو الداني اختصارا بليغا وجيزا يدل على علمه، وجودة فهمه. وتوفي رحمه الله ببجاية عن جملة تلاميذ، وفضلاء أساتيذ. رضي الله عنهم.