ومنهم شيخنا، الشيخ الفقيه الحكيم الحاذق الفاضل، أبو القاسم محمد بن أحمد ابن محمد الأموي المعروف بابن اندراس من أهل مرسية، ورد على بجاية في عشر الستين وستمائة مستوطنا، وتبسط للطب طبيبا باحثا جيدا، وله معرفة بعلم العربية وله شركة في أصول الدين جيدة، ويشارك مع هذا في فنون غير هذه مشاركة حسنة، وكانت له حدة ذهن وجودة فكر. تبسط لإقراء الطب والعربية، وكان حاذقا في عربيته، حضرت لإقرائه قانون أبي موسى الجزولي فكان بحثه فيه جيدا ونظره فيه حسنا، ولقد جرت مسألة علم الجنس عند ذكرى أبي موسى لها في قوله العلم ضربان، ضرب للفرق بين الأشخاص وضرب للفرق بين الأجناس، فكان فيه من الحديث معه ما يعجز عن تصوره حذاق النحاة، لأن هذه المسألة مما يعتقد كثير ممن يتعاطى العربية إنه يعرفها وهو لا يعرفها ولا يعرف إنه لا يعرفها. قرأت عليه أرجوزة ابن سينا قراءة إتقان وجودة بيان، وكان يحضر لذلك نبهاء الطلبة ويجري فيها من الأبحاث ما يعجز الكتب عنه، وحضر لمجالس من القراءة عليه القاضي الجليل أبو عبد الله ابن يعقوب في المرة التي اجتاز فيها على بجاية حين وصوله من طنجة، والفقيه الحكيم أبو بكر ابن القلاس، وقرأت جملة من كليات القانون