ومنهم، الشيخ الفقيه، الكاتب الأديب البارع، أبو عبد الله محمد بن يحيى بن عبد السلام أصله من تدلس وسكن بجاية ولقي المشائخ وبرع في الأدب، وله علم بالتاريخ وله حظ من الفقه، ولي القضاء ببعض اكوار بجاية، وما كان يحب أن ينسب إلا إلى إنه من الفقهاء لا من الأدباء، ولكن الغالب عليه إنما هو الأدب، وكان له سمت حسن واستحسان، وكانت عقائده أحسن العقائد، وكان له حظ في علم الطب علمية وعملية، وكان مزاولا ومعالجا، وله خط بارع، وكتابة حسنة، وأشعار مطولات، ومختصرات رائقة. ومن شعره:-
ولو لم ينبني غير أني أحبه ... سعدت بذاك القدر عمري ولا أشقى
كفى بي عزا إنه لي سيد ... وأني عبد لا أريد له عتقا
وما لي والعتق المكدر عيشتي ... رضيت بأن أبقى لمن شفني رقا
فلم يبق مني غير نفس رقيقة ... تميل لأن أهوى من الحسن ما رقا