قال المؤلف، رضي الله عنه وأرضاه، وإني أردت لما أتيت على ذكر ما شرطت ذكره من علماء هذه المائة السابعة ومن انضاف إليهم فيمن كان في آخر المائة السادسة، نفع الله بهم وجعله خالصا لوجه الكريم، رأيت أن أذكر بعد ذلك طريق استفادتي مما استفدته، ووجه تلقي ما تلقيته من العلم ورويته، لينتفع بذلك من له أرب، وليجده منظوما كيف يريد من له عليه بحث وطلب.
ويتنوع ما أورد من ذلك إلى نوعين احدهما علم الدراية. والآخر علم الرواية.
(النوع الأول الدراية) وجملة العلوم التي احتاج إلى ذكرها في هذا الموضوع يحتمل الدراية، وهي علم الفقه وعلم الأصلين أصول الدين وأصول الفقه وعلم التصوف وعلم المنطق، هذه هي علوم الدراية التي اذكرها في هذا الموضع.
أما (علم الفقه) فاني تلقيته تعلما وتفهما وتبسطا بالقراءة على الفقيهين أبي محمد عبد العزيز القيسي وأبي محمد عبد الله بن عبادة قرأت عليهما