وسمعت منهما وتفقهت بهما، وما زلت أحضر مجلسها للاستفادة والنفع، وسمعت من المقروءات عليهما أضعاف ما قرأته، بلفظي وما من شيء من الكتب المذهبية إلا وكان يقرأ عليهما من التهذيب إلى الرسالة وما بينهما الجلاب والتلقين ومختصر ابن أبي زيد وغير ذلك. وأما موطأ مالك رحمه الله فهو أصل دروسهما وكل ذلك على إتقان، وتحصيل وجودة بيان، بتفريغ وتأصيل وإجمال وتفصيل، وإيراد الأسئلة والجمع والفرق وغير ذلك مما جرت العادة بإيراده عند أفاضل الفقهاء، وأكابر العلماء، وأما بالمذاكرة والمباحثة وإلقاء الأسئلة وإيراد المشكلات، وحل المقفلات، فوقعت الاستفادة بذلك عن كثير من أشياخي رحمهم الله.
وأما شيخنا أبو محمد عبد الحق بن ربيع فكثرت الاستفادة عنه والبحث والمباشرة والتكرار في أكثر الأزمنة وإلقاء الصعاب وحلها بالكتب والمجاوبة حتى جرى ذلك مجرى الدرس.
وأما شيخنا أبو العباس الغماري فبسماع دروسه والاستفادة منها وبإلقاء