ومنهم، الشيخ الفقيه، الكاتب الأديب المنشئ، أبو محمد عبد الله بن علوان، من أصحابنا الذين هم في وقتنا. لقي مشائخنا أبا الحسن الحرالي رضي الله عنه رؤية عين وتبرك، وأكثر نظره على شيخنا أبي محمد عبد العزيز القيسي وأبي العباس الغماري. تخطط بالعدالة وهي صفته، وله فقه جيد، وهو جامع بين الكتابتين الأدبية والشرعية، وهو شيخ كتاب الكتابة الشرعية في وقته، وعلى شهادته العمل في الديار السلطانية العلية أعلى الله أمرها، وله تخصص ووقار، ورواء حسن واعتبار.
وله نظم في الفرائض سلك فيه على طريقة الحجازيين والنجديين، ينحو فيه إلى اللطافة، ويتجانب عن الكثافة. وله توقف وتثبت في الأمور، وجرى على الطريقة المحمودة عند الخواص والجمهور. وهو النائب في صلاة الفريضة بالجامع الأعظم شرفه الله بذكره، ومن نظمه:
من أرض نعمان هبت نسمة السحر ... جاءت بنشر عبير طيب عطر
نمت بسر خزامى الجزع واحتملت ... ما ضاع من نفحات البان والسمر
لله ما هيجت من وجد مكتئب ... وما أثارت من الأشجان والفكر
فاستشفت منها فمن نحو الحمى نفحت ... تخبر عن ساكنيه طيب الخبر
يا ليت أيام وصل فيه عائدة ... بشادن نلت منه منتهى وطري