للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[٣٧ - أبو النجم هلال بن يونس بن علي الغبريني]

-القرن السابع الهجري-

ــ

ومنهم، الشيخ الفقيه الجليل، العابد المتقي، الولي المبارك، أبو النجم هلال بن يونس بن علي الغبريني، من أصحاب الشيخ الفقيه أبي زكرياء الزواوي رضي الله عنه. كان رحمه الله مل أهل الجد والاجتهاد، وممن يعد في أولياء العباد، مع هيئة وسكينة ووقار، وجاه ووجاهة اقتضاهما منصبه الرفيع المنار. وظهر فيه صدق قوله عليه السلام " من كثرت صلاته بالليل حسن وجهه بالنهار ".

سمعت عن الشيخ أبي زكرياء الزواوي رضي الله عنه إنه كان يقول فيه: "من أراد أن ينظر إلى رجل من أهل الجنة، فلينظر إلى هلال بن يونس".

وكان الفقيه أبو زكرياء رضي الله عنه بعيد أن يصرح بمثل هذا في احد، لأنه كان رجلا الغالب عليه الخوف، نفع الله به.

ناب عن الشيخ رضي الله عنه في صلاة الفريضة في الجامع الأعظم، وكان منقطعا عن الناس متخليا عنهم مقتصرا مقتصدا، وكانت عيشته من مستغلات ارض كانت له محررة بظهائر من قبل عبد المؤمن رحمهم الله، وكان يصرف أكثرها في الصدقات.

وداره التي بها سكناه هي الدار المشهورة الآن "بدار المقدسي" بحومة باب باطنة، وتعرف بدار الفقيه هلال.

وقد ذكر لي إنه لا يستقر له بالدار قرار إلا أوقات الغداء والعشاء، وأوقات ضرورات الإنسان، وإنه كان ملازما للجامع الأعظم ليله ونهاره للعبادة والدراسة والقراءة، رحمه الله ونفع به وبأمثاله، آمين.

<<  <   >  >>