للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[٤٧ - أبو إسحاق إبراهيم بن ميمون بن بهلول الزواوي]

... ٦٨٦هـ

... ١٢٨٧م

ــ

ومنهم، الشيخ الفقيه الصالح، الأديب المفوه، المبارك الفاضل أبو إسحاق إبراهيم بن ميمون بن بهلول الزواوي، رحل إلى المشرق ولقي أكابر العلماء وأخيار الفضلاء، كالرشيد بن عوف والشيخ عز الدين ابن عبد السلام وغيرهما، كان منقطعا عن الدنيا متعبدا متزهدا، وكف بصره في آخر عمره، وكان حسن الحديث مستطرف الرواية بديع الحكاية، وله نظم حسن وكلام في النثر مستحسن.

ولقد رأيته نظم شعرا تفرس فيه معاني، وحدس فيه على وقوع أمر فيه تواني. واستكتم من نظمه أن لا يظهره إلا بعد ظهور ما فيه، فكان علم الله كما نظم، وعلى نحو ما توسم ورسم. ويحتمل عندي والله اعلم، أن يكون ذلك من جملة المكاشفات، ومما شاهده في مرآته الصقيلة كما يشاهد في المرآة، فإنه كان أهلا لذلك، لسلوكه من سبيل الخير والبر أفضل المسالك. توفى رحمه الله ببجاية يوم الاثنين الرابع لشعبان المكرم من عام ستة وثمانين وستمائة رضي الله عنه.

<<  <   >  >>