ومنهم شيخنا، الشيخ الفقيه الصدر الكبير، العابد المبارك، أبو العباس أحمد ابن عثمان بن عجلان القيسي أحد أعلام الدين، وإمام من أئمة المسلمين، من مشائخ التقوى والورع، منزه عن الميل والطمع، له علم وعمل، وصلاح مكتمل، استوطن بجاية مدة من الزمان واقرأ بها وانتفع به الناس علما وعملا.
وكان إذا جلس للإقراء يحضر بين يديه الكتب المقروءة عليه، فإذا فتح الطالب الكتاب، أخذ هو الكتاب في يده، ويقرأ الطالب وتقع المعارضة، وحينئذ يقع الشرح منه لما يقرأه القارئ وهذا من تثبته وتحوط رضي الله عنه.
لقيته بتونس، ولما وقع بصري عليه أدركني من الوقار له والخشية لله ما لم أكن أقدره، ودمعت عيناي، ووجدت نفسي نشاطا وسرورا بلقياه.
وكان معتنيا بحمل علم الفقه والحديث والقراءات وعلم العربية وطريق الصالحين، وكان كثير الانزواء، يحب الخمول على طريق السلف الصالح، رضي الله عنهم.
عرض عليه قضاء حاضرة افريقية فتمنع منه، وطلب منه أمير المؤمنين