ومنهم، الشيخ الفقيه، الحافظ المتقن، التاريخي المدرس المحدث، أبو العباس أحمد بن محمد القرشي الغرناطي ويعرف بالغرناطي ويعرف بالغرناطي، حافظ من الحفاظ سمعت عنه إنه يحفظ تاريخ الطبري، وذكر لي بعض أصحابنا إنه يحفظ الثعلبي، في شرح القرآن وهو ممن لا يشك فيه حفظه. وإذا حفظ هذين الكتابين استتبع حفظهما كثيرا من غيرهما، وسمعته في مدة خطوره على بجاية وقد جلس يتكلم بالجامع الأعظم شرفه الله بذكره، فظهر من كلامه ما دل على حفظه واتقىنه في نقله، وهو على طريقة جمهور المعتبرين، له اعتناء بالرواية وبالبحث عن الأخبار ومعرفة الرجال، من أهل العصر ومن المتقدمين.
وله تآليف وتصانيف، منها على كتاب الله تعالى طالعت بعضها، وكان له اعتناء بأهل العصر، شرع في تأليف ذكر فيه المصنفين من أهل العصر من أهل المشرق والمغرب، وكتب إلى بلاد المشرق للتطلع على ذلك، وبذل في ذلك وسعه وجده، وبالغ فيه جهده.
وكان أعلم الناس بالكتب المصنفة وأحفظهم لأسمائها، وكانت له فصاحة