ومنهم، الشيخ الفقيه الجليل، الفاضل المحصل المتقن، أبو علي عمر بن عزون السلمي رحل إلى بلاد المشرق وقرأ بها ومهر، ووصل إلى بجاية وظهر واشتهر وحظي بها، وكان المشاور والمفتي، وعليه وعلى الفقيه أبي عبد الله الاريسي المتقدم الذكر، كان يتوقف أمر القاضي أبي محمد عبد الله بن حجاج الشهير باوسكاتر وكانت عنده كتب جليلة، ووصل ببعض كتب أبي حنيفة، وكان يجري أبحاثهم في مذهب مالك رضي الله عنه فقويت حجته وظهرت طريقته، وسمعت إنه وصل بعض الفقهاء من المشرق لمناظرته، فلما ضمه الحضور معه، قال له الفقيه بحكم ادلال العلم، وارتفاع الوهم: وصلت إلى بحر لا تدركه الدلاء " وظهرت الدعوى، بصريح النص ومفهوم الفحوى.
وسمعت عنه رحمه الله إنه كان له حانوت يجلس فيه للتجر بسوق قيسارية ببجاية مع تمكن علمه وبراعة فهمه، رحمه الله.