ومنهم، الشيخ الفقيه، النحوي المنطقي، الأستاذ الجليل، اللغوي التاريخي، أبو محمد عبد الله بن محمد بن يحي الاغماتي، من أهل اغمات من المغرب، ولقي بالمغرب جملة من الأفاضل ومنهم ابن خروف وغيره، واستوطن بجاية وولي القضاء ببعض جهاتها. وكان مشتغلا بالتدريس بها، وقرأ عليه الشيخ الأجل أبو إسحاق ابن عمران أيام ولايته السلطانية ببجاية.
وكان في علم العربية بارعا، وله تحصيل لكتاب سيبويه وكان كثيرا ما ينظر مسائله بعضها ببعض، أخبرني شيخنا الأستاذ أبو عبد الله عنه، إنه كان اعلم الناس بكتاب سيبويه، وما رأيت أعرف منه بمقاصد كتاب سيبويه ولا أشد منه تنظيرا وفهما لمسائله، وأما كراس أبي موسى الجزولي ومفصل الزمخشري فكانا عنده من المبادئ.
وكان له تحصيل لعلم المنطق، وكان جيد الفقه حسن النظر، وذكر لي بعض أصحابنا الطلبة، إنه ليلة يبيت علي الفقه ويتعمد على كثرة النقل، إنه يضاهي