ومنهم شيخنا الشيخ العابد الزاهد، المتقي الولي لله تعالى، أبو الحسن علي بن محمد الزواوي اليتورغي من جملة الأعلام المتقين، ومن الأكابر الذين يجب اعتقادهم في الدين، له عبادة وديانة، وصلاح وانقطاع، وزهد وولاية. وكانت له كرامات ظاهرة متواترة، وكان على سنن السلف الصالح رضي الله عنهم أجمعين، ليس عنده من التحريف ولا من التبديل ولا من خزعبلات المتلبسين شيء.
ولقيته رخمه الله ببلد بني يتورغ بموضع سكناه منها وأنا على أول السن، ففرح بي وسر بي واستدناني لنفسه، وأخذ يقرأ ويقول ويمسح على رأسي ويجبذ بأذني إلى أن استوفى ما أراد أن يقرأه، وما شاء الله من ذلك، وأنا يومئذ في المكتب، وكان ذلك منه غير سؤال سأله وإنما فعله من تلقاء نفسه، فوجدت بركة ذلك وتعرفت يمنه وهو أحد أشياخي المباركين رحمهم الله.
وأخبرني بعض من وثقت به، إنه لما حضرته الوفاة حضر ولده وبكوا عليه لفراقه واستوحشوا، فقال:"لا عليكم، مهما أصابكم أمر أو عارض فأتوا إلى قبري واذكروا شكواكم واسألوا الله يفرج عنكم" وما زال أولاده بعده مهما