للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[٤٥ - أبو علي عمر بن عبد المحسن الوجهاني الصواف]

... بعد ٦٩هـ

... ١٢٩١م

ــ

ومنهم، الشيخ الفقيه، العالم العابد المنقطع المتبتل، الزاهد الولي، أبو علي عمر بن عبد المحسن الوجهاني السواف. نشأ منشأ بني على الهدى والرشاد، والعمل على التخصيص وجميل الاعتقاد. قرأ ببجاية على أكابر مشائخها ثم ارتحل إلى المشرق في عشر الستين وستمائة، وحج بيت الله الحرام ولقي أفاضل، وانقطع وتعبد وتبتل مع اشتغال دائم، وفكر متصل ملازم. وأظهر أمره بالديار المصرية ظهورا كليا ورغب الناس إليه والملوك أن يزوروه فتمنع من ذلك، ولم يتمسك بشيء من الدنيا، لا بمال ولا بجاه، وكان الناس يرغبون في الأخذ عنه فيمتنع من ذلك قصدا للخلاص والسلامة، وكان يرغب في الفتيا فإذا أفتى ترجح قوله على كل قول وحق له ذلك.

ولقد أخبرني بعض الطلبة الذين توجهوا إلى المشرق برسم الحج قال: خرجت معه من الديار المصرية في الركب المصري وهو متوجه نحو الحج، فبلغته لأتبرك به، فلم يزد في سفره على حاله في البلد شيئا، خرج بقميص وعمامة ومئزر وقرقه الذي يمشي به في الحاضرة وعكاز وركوة ماشيا

<<  <   >  >>